vendredi 9 mars 2018

حکم الجزّار




حکم الجزّار 

تونس انتهت، لقد انهارت الدولة و کل الذين صمتوا مسؤولون على هذا الانهيار. اليوم حکم جزّار على مدون مقعد بالسجن لسنة و نصف. هو في الحقيقة حکم بالاعدام نظرا لحالة الدکتور الصحبي العمري الصحية...و لکن ماذا تنتظرون من جزار لا يفهم في حرية الراي و لا في حقوق الانسان و لا في القانون...انه جزار يفهم في تقطيع الاوصال فقط...
فعلا اليوم تم انهيار دولة القانون و اکتمل و بامکانکم ان تنتشوا لدخول عصر الخراب...عصر الحرائق ، عصر الظلمات...عصر المافيات و الجماعات الارهابية.
لقد صمتتم کثيرا و طويلا و جاء عصر الندم و الدموع و المآسي. ها نحن کما قال قباني رحمه الله ندخل مرة اخرى عصر الجاهلية حيث صار اغتيال مدون مقعد هو القضية و صارت الكلمة رحلة ما بين الشضيّة و الشضيّة...اجل فهذه عملية اغتيال سياسي بامتياز تذکرنا باغتيالات سياسية اخرى سکتنا عليها منذ سنوات و ليتنا ما سکتنا...لقد اغتالت قوى التوافق کل من هدد حکمها و سلطتها، اغتالت طارق المکي و بلعيد و البراهمي و عبد الفتاح عمر و محمد علوش و فوزي بن مراد...کل من فضح العصابتين تم اغتياله و تظاهر الجميع بالغباء و مضى الاغتيال تلو الاغتيال و الکل يبرّئ حزب الجزارين و حزب الدواعش...ربما شفع للحزبين ماضيهما العتيد في صلب الابرياء و اغتيال الخصوم السياسيين...غريب ان يشفع للمجرم جرمه. او ربما تم امتصاص غضب الجماهير بتخويفهم من الحرب الاهلية و بتوجيه اصابع الاتهام لاطراف خارجية حاقدة...و الحق اقول لا ارى احقد عليکم من هؤلاء و لا اراهم ابرياء. و لکن لقد جبنت الحشود و خدّرت و الهيت و اشعلت من حولها الحرايق و جوّعت و خوّفوها من جديد.
و اني اخشى ان ترضخوا لما قرروه لکم و ان تسلموا مفاتيح اقدارکم لجلاديکم.
ايتها الاغلبية الصامتة، ايها الصامتون، ان تصمتوا الان فقد ضاع الوطن و ضاعت الدولة و ضاعت الديمقراطية و ضاع الشعب و ضاع اولادکم و بناتکم و لن يبقى لکل واحد منکم غير انتظار دوره على المصقلة و لن يبقى لنساءکم غير اسواق النخاسين.

د. حمدي دخيل

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire