vendredi 9 mars 2018

الحقّ مقدّس و الظّلم ظلمات






الحقّ مقدّس و الظّلم ظلمات.

اليوم تجلس الکلمة الحرة في قفص الاتهام بعد ان عذبوها مرارا و بتروها مرارا و اهانوها مرار و ضلت صامدة عنيدة متحدية وحدها الطغيان و الارهاب. اليوم تقف الحقيقة کما استوعبها الدکتور الصحبي العمري في وجه الاکاذيب و الظلام کما عشناه منذ عقود و في وجه عصابات المافيا المسلحة بالحصانة و العلاقات القذرة في صلب اقدس مؤسسات الدولة، في صلب القضاء و الامن. اليوم تتمثل الانسانية في رجل واحد و تواجه حکم جزارها الخائف من ثورتها.
لا شيء اقدس من الحق و الحقيقة. لا شيء على الاطلاق.
و ان الحق يقتضي العدل و الحقيقة تقتضي الصدق. و اذا غاب العدل و الصدق يحل الخراب و تعم المصائب. فلنکن اذا عادلين مع غيرنا صادقين مع انفسنا.
لقد رأينا الحضارات تبنى حولنا على العدل حتى ان الدّول التي تحترم نفسها لا تعاقب من ارتکب في حقها جرائم الحرب اذا کانت حالته الصحية لا تتلاءم مع العقوبة و کان في العقوبة ذاتها خطر على حياته او ان کان اعدامه و هو على حالته مسا من انسانيته.
و الحقيقة ان قداسة الانسانية و قيمتها تتجسد بامتياز في الحرمة الجسدية و الکرامة لکل انسان کان من کان و في حقه في الفکر و التعبير و النقد و رفض الظلم و الفساد و الدفع نحو الصلاح و السلام. و ان قداسة الانسانية لتتجسد هذه الايام في شخص الصحبي العمري کما لم تتجسد في شخص من قبل...او هکذا اراه.
و سؤالي لا يخص الدکتور الصحبي العمري بقدر ما يخصنا جميعا کشعب يبني وطنه بأياد خائفة مرتعشة و کدولة غائبة عن کل فعل مجدي و عن کل تحکيم عادل.
لماذا يتجاوز کل المسؤولون حدود صلوحياتهم و لا يلتزمون بمسؤولياتهم و لماذا يتجاوزون القانون بلا حسيب و لا رقيب و لماذا اعتدنا على هذا و استسلمنا له...
و کي نجيب على السؤال يجب ان تکون صادقين مع انفسنا و مستعدين للجواب بکل حقائقه.
إن المافيات و العائلات الفاسدة لا تصنع ديمقراطية و السفارات لا تصنع ديمقراطية، و العملاء لا يصنعون ديمقراطية و الجهلة لا يصنعون ديمقراطية و المستبدّون لا يصنعون ديمقراطيّة و الارهابيون لا يصنعون ديمقراطية . هذا بإعتبار ان الديمقراطية هي اساسا سيادة الشعب و التي لا تتحقق الا بإعلاء مصالحه العليا و تمکينه من وسائل فهم القرار السياسي و المشارکة فيه و التاثير عليه و لا تتحقق قبل اقرار مبدئ العدالة الاجتماعية و الشروع في تحقيقها. و کل هذا لا يکون الا في إطار دولة قوية تحترم القوانين المحلية و الدولية و تحترم انسانية مواطنيها قبل ان تطالب شعبها باحترام مؤسساتها و قوانينها.

أيها التّونسيون راجعوا أولويّاتكم ، كونوا صادقين مع أنفسكم و لا تعودوا إلى الخوف و لا تعودوا إلى الصّمت.
 و أختم بكلمات عن الصّمت و الصّامتين أهديتها منذ أيّام لسجين الكلمة الدكتور صحبي العمري.






حمدي دخيل
9/03/2018



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire